علاج متلازمة توريت

الحالات البسيطة والتي تقوى على ممارسة نشاطات الحياة اليومية رغم وجود اللزمات العصبية – دون الكثير من الصعاب – لا تحتاج إلى دواء  لكن الحالات الشديدة يجب أن تخضع للعلاج اللازم.

نظراً لأن الطفل المصاب بمتلازمة توريت يكرر عمل “حركات”  لا إرادية لكن كونها لا إرادية لا يؤثر في مدى تقبل ذلك عند الآخرين سواء بالسلب أوالإيجاب (الأسرة – زملاء الفصل – المدرسين – الأقارب -…) فقد يسيئون فهم تلك السلوكيات على أنها “قلة أدب” وبالتالي فإن عدد منهم يتخذ رد فعل غالباً ما يقهر الطفل. لذا يحتاج الأمر لتعاون كل تلك الأطراف، فتحتاج الأسرة – وبخاصة الوالدين- أن تنال قدراً عالياً من التوعية الطبية والتثقيف الصحي  عن طبيعة هذا الإضطراب  ويجب أن يعلم الجميع أن اللزمات العصبية هي حركات لا إرادية حتى لو إختفت بعض الوقت.

العلاج النفسي السلوكي لمتلازمة توريت:

هناك العديد من الوسائل العلاجية التي نجحت في علاج العديد منها:

1.الطريقة الأولى.

أحد وسائل العلاج السلوكي المستخدمة في علاج اللزمات العصبية بالإضافة إلى عادة قرقضة الأظفار أو إضطراب نتف الشعر . الفكرة في هذه الطريقة أن المريض يمنع استجابته للقلق عن طريق أداء هذه اللزمات لكن بصورة إرادية ، وبتكراره لذلك أمام مرآه أثناء قيامه بذلك بشكل إرادي وبما أنها إرادية فيمكن السيطرة عليها ومن خلال تكرار هذه الطريقة يتحول السلوك اللاإرادي الخارج عن السيطرة إلى سلوك إرادي وتحت السيطرة وبهذه الطريقة يمكن الطلب من الشخص المصاب بأن يستبدل اللزمة العصبية بأخرى تغطي على الأولى وبما أن الثانية يقوم بها الشخص إرادياً فسيكون من السهل عليه التحكم فيها وإيقافها.

لا مانع من أداء هذه اللزمات أمام كاميرا مثل كاميرات الموبايل وتكرار فعل اللزمات في نفس التسجيل المصور ثم يجلس المصاب  لمشاهدتها فترات طويلة حتى يزهد فيها ويكرهها أكثر وأكثر وهذا مما يساعده في السيطرة على تلك السلوكيات.

2.طريقة “فعل عكس العادة”

تعتمد فكرة عكس العادة أنه إذا كان الطفل يحدث حركة ما أو يصدر صوت غير إرادي فيطلب من الطفل أن يقوم بفعل عكس ذلك لتقوية وإنماء الوعي الوقتي للطفل لما يقوم به من سلوكيات غير إرادية والتنبه لحدوث شيء يزيد من تركيزه ويحد من حدوث اللزمة.

3.طريقة “ملاحظة الحالة النفسية” التي تسبق حدوث اللزمة:

يطلب من الأطفال الأكبر سناً أو الشخص البالغ تدوين السلوك اللاإرادي  مصحوباً بتسجيل الحالة النفسية التي تسبق حدوث ذلك الفعل اللاإرادي ، ومع الوقت ينمو إدراك الطفل لهذا الفعل كما ينمو لديه القدرة على التنبؤ بحدوث ذلك الفعل اللاإرادي وساعاتها يطلب منه القيام بسلوك آخر مرغوب بدلاً من ذلك الفعل اللاإرادي الغير مرغوب فيه. ومع كل مرة يلحظ فيها الطفل تغير حالته النفسية كمؤشر لحدوث أحد اللزمات العصبية ساعاتها يستعد لعمل ذلك الفعل البديل المرغوب… هذه الطريقة فعالة لكنها لا تجدي فيمن أصغر من 10سنوات.

4.طريقة الممارسة السلبية:

فيها يطلب من المصاب تكرار ممارسة اللزمة بشكل متواصل حتى يصل لمرحلة من التثبط والتململ والتعب …. يعيب هذه الطريقة أنها تفلح مع القليل من المرضى.

 

وقبل البدأ في العلاج السلوكي لابد أن يتعلم المريض تمرينات الاسترخاء  ، كما يحتاج الطفل إلى تهيئة نفسية وإجتماعية لتطبيق الوسائل العلاجية السابقة.

 

العلاج الدوائي لمتلازمة توريت:

من العقاقير المستخدمة  في علاج متلازمة توريت مجموعة مضادات الذهان  ولا تستخدم لدورها في علاج الذهان  لكن بسبب فعاليتها في الحد أو منع ظهور اللزمات الحركية والصوتية ومن أهم هذه الأدوية:(هالوبيريدول – بيموزايد – ريسبردون – أولانزابين – تراي فلوبيرازين).

ويتميز عقار هالوبيريدول وعقار بيموزايد بأنهما أكثر الأدوية التي خضعت للبحث  وأثبتت فعالياتها بينما تتميز باقي هذه الأدوية بقلة آثارها الجانبية مقارنة بالعقاريين السابقين ومع الإنتظام على تناول الدواء بجرعات مناسبة فإن 70 إلى 90% من الأعراض ترجع لما كانت عليه قبل ظهور المرض.

لله الحمد فإن 20 إلى 30% من المرضي هم فقط الذين سيضطرون للإستمرار على تناول الدواء لفترات طويلة المدى.

دواء الـ هالوبيريدول؛

الجرعة اليومية المبدئية غالباً ما تكون بين 0.025 و 0.5 مجم لكنه لا يستخدم في صغار السن من الأطفال بينما الجرعة المناسبة فيمن هم في عمر 3-12 سنة غالباً ما تكون 0.05  أو 0.75 لكل كيلوجرام من وزن الطفل وتعطى هذه الجرعة مقسمة على مرتين أو ثلاث مرات يومياً.

 

دواء الـ بيموزايد؛

الجرعة الأولية لعقار بيموزايد تتراوح بين 1 مجم و2مجم يومياً مقسمة على مرتين أو أكثر، كما يمكن زيادة الجرعة يوم بعد يوم وغالباً ما يستجيب معظم المرضى على جرعة أقل من 0.2 مجم لكل كيلوجرام من وزن الطفل  لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال زيادة الجرعة عن 20مجم نظراً لما سيحدث من آثار جانبية خطيرة مع تلك الجرعة حيث أن عقار بيموزايد يعتبر من الأدوية الآمنة مادام يعطى بجرعة مناسبة لكن ينبغي إجراء رسم قلب (تخطيط قلبي) قبل البدء في تناوله ولا مانع من تكرار ذلك من فترة لأخرى، ويفضل أن تعلم الأسرة الآثار الجانبية (شدة العضلات وتقلصاتها وغيرها مما ستجده على الموقع من ذكر للآثار الجانبية لمضادات الذهان).

يمكن البدء بإستخدام المجموعة الحديثة من مضادات الذهان (مثل ريسبيردون – أولانزابين) عوضاً عن مضادات الذهان التقليدية تجنباً لظهور الآثار الجانبية:

ريسبيردون: يمكن استخدام عقار ريسبيردون في جرعة تتراوح من 1مجم إلى 6مجم لكن قد يسبب ذلك شعور بالخمول والنعاس أو زيادة في الوزن  أو غيرها من الأعراض في بعض الأطفال.

أولانزابين: عقار أولانزابين من الأدوية المستخدمة ولها آثار جانبية محدودة منها  زيادة في الوزن أو التأثير على القدرات الإدراكية للطفل مما يحد من استخدامه كخيار أول في العلاج.

 

دواء الـ كلونيدين:

هو أحد العقاقير من مجموعة منشطات الأدرينالين ؛ 40 -70% من الأطفال الذين خضعوا للعلاج بهذا الدواء شهدوا تحسناً ملحوظاً ولهذا الدواء فاعلية ليست قاصرة على الحد من اللزمات العصبية فقط لكن أيضاً من التقليل من التوتر الذي يعيشه الطفلل وتحسين مدى قدرته على الإنتباه والتركيز، ويستخدم بجرعة تتراوح من 0.05 مجم ثلاث مرات وحتى 0.1 أربع مرات يومياً.

 

دواء الـ جوانفاسين:

جوانفاسين هو أيضاً من مجموعة منشطات الإدرنالين وله فاعلية تشبه الدواء السابق لكنه يستخدم بجرعة تتراوح بين 1 و4مجم يومياً لكنه قد يسبب بعض الشعور بالصداع أو النعاس وسرعة الغضب وفي حالات قليلة قد يسبب إنخفاض ضغط الدم.

 

تصاحب الإصابة بمتلازمة توريت الإصابة بإضطرابات أخرى

في حالة إصابة الطفل بأعراض وسواسية قهرية جنباً إلى جنب الإصابة بمتلازمة توريت فإنه ساعتها يمكن الإعتماد على أحد الأدوية من مجموعة مثبطات إسترجاع السيرتونين الإختيارية (مثل فلوكستين – سيرترالين – فلوفوكسامين – سيتالوبرام – باروكستين –إستالوبرام)ويمكن استخدام إحداها منفردة أو مع أحد مضادت الذهان.

تصاحب الإصابة بمتلازمة توريت الإصابة بإضطراب فرط النشاط وقلة الإنتباه

بالبحث وجد أن استخدام دواء أتوموكستين بجرعة تتراوح بين 0.5 مجم لكل كجم من وزن المريض وحتى 1.5مجم لكل كجم في علاج الأطفال والمراهقين المصابين بإضطراب فرط النشاط وقلة الإنتباه مع أي من اللزمات العصبية وجد أن استخدام دواء أتوموكستين لا يؤدي إلى زيادة اللزمات العصبية أو حتى يؤدي إلى الحد من النوبات.

 

اقرأ أيضاً :

عن د.محمد حسين

دكتور محمد حسين؛ مؤسس موقع نفسي دوت نت. استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين. الزمالة المصرية للطب النفسى الزمالةالمصرية لطب النفس الأطفال والمراهقين عضو الجمعية المصرية للطب النفسي. عضو الجمعية المصرية للعلاج المعرفي السلوكي. عضو الجمعية المصرية للطب النفسي للأطفال والمراهقين.

أبحث أيضاً في

الهلع له علاج

إضطراب الهلع من الإضطرابات النفسية الشهيرة ورغم إنتشاره إلا إن  كتير من الناس ليس لديها …